الأنوار السنية في مقالات علماء الأمة المحمدية

الأنوار السنية في مقالات علماء الأمة المحمدية

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي قيّض للإسلام أفذاذًا من الرجال يذودون عن حياضه كل مبتدع دجال، ويمتثلون أمر الله عز وجل أحسن امتثال. لهم البشرى في الحياة الدنيا ولهم العقبى وحثسن المآل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب الإكرام والإجلال وعلى من اتبعه بإحسان من صحب وءال والتابعين لهم في الحال والمقال والأفعال. قال الله تعالى: ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً﴾ (سورة الأحزاب ءاية 22). فإنه يسعدنا أن نضع بين يدي القارئ هذه الرسالة التي تحوي فوائد جمّة قرّرها ثلّة من أعلام الإسلام من الذين كان لهم الفضل في نشر هذا الدين الحنيف وقد انتقينا من مؤلفاتهم مقالات قرروها في مواضيع عدة، وذلك إظهارًا للحق الذي كانوا عليه. فنسأل الله تعالى أن يعيننا على نشر الخيرات وأن يجعل في هذه الرسالة النفع العميم.
المقالات اللبنانية في تنزيه الله عن المكان والجهة والكمية
في الأزل لم يكن شيء إلا الله. اله لا بداية لوجوده. كان الله ولم يكن شيء غيره ما كان نور، ولا ظلام، ولا عرش، ولا سماء ولا هذه الجهات الست، ما كانت. ثم بعد أن خلق العرش والأرض والسموات لم يحل فيها. هذا معنى الله موجود بلا مكان.