التصوّف والصوفية
من هو الصوفي
الصوفي من كان عاملاً بشريعة الله تبارك وتعالى وخالف هواه، من لا يتبع نفسه الهوى في المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك، بل يقتصر على القدر الذي يحفظ صحة جسده من المأكل والمشرب والملبس، مع بذل الجهد في عبادة الله تبارك وتعالى في أداء الفرائض، والإكثار من النوافل.
وأنشدوا: (الخفيف)
عمدة الدين عندنا كلماتٌ * * * * أربعٌ قالهنَّ خير البرية
اتق الشبهات وازهد ودع ما * * * * ليس يعنيك واعملنَّ بنية
يقول الجنيد: "طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، إذ الطريق إلى الله مسدود إلا على المقتفين ءاثار رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وسئل أبو همام عبد الرحمن بن مجيب الصوفي عن الصوفي فقال: "فالصوفي لنفسه ذابح، ولهواه فاضح، ولعدوه جارح، وللخلق ناصح، دائم الوجل، يحكم العمل، ويبعد الأمل، ويسد الخلل، عَذَرُهُ بضاعة، (أي يتهم نفسه أنه من أهل التقصير) وحزنه صناعة، وعيشه قناعة، بالحق عارف، وعلى الباب عاكف، وعن الكل عازف".
وسُئل ذو النون المصري عن الصوفي فقال: "من إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق، وإن سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق".
ويقول الإمام الرفاعي: "الصوفي هو الفقيه العامل بعلمه، وعلى هذا قالوا ما اشتهر في وصفهم: الصوفي من لبس الصوف على الصفا، وسلك طريق المصطفى، وأذاق النفس طعم الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا".