من مواعظ الصوفية
للعظة والاعتبار عن الحافظ ابن أبي الدُنيا
ذَكَر الحافظ ابن أبي الدُنيا (ت281 هـ) في كتابه "القُبور" رِواياتٍ للاعتبار، منها:
1) عن ثابت البناني قال: بينا أنا أمشِي في المقابر، إذا هاتِفٌ يَهْتِفُ مِن وَرائِي وهو يَقُول: "يا ثابِتُ، لا يَغُرَّنَّكَ سُكُونها – أي المَقابِر - فكَم مِن مَغْمُومٍ فِيها" قال: فالْتَفَتُّ فلَم أَرَ أَحَدًا.
2) عن العلاء بن عبد الكريم قال: ماتَ رَجُلٌ وكان له أَخٌ ضَعِيفُ البَصَرِ، فقال الأخ: فدَفَنّاه، فلَمّا انْصَرَف الناسُ وَضَعْتُ رَأسِي علَى القَبْرِ فإذا أنا بصَوتٍ مِن دَاخِل القَبْرِ يَقُول: "مَن رَبُّكَ ومَن نَبِيُّكَ"، فسَمِعْتُ أخِي وعَرَفْتُه وعَرَفْتُ صَوْتَه قال: "اللهُ رَبّي ومُحَمَّدٌ نَبِيِّي" ثم ارْتَفَعَ شِبْهُ سَهْمٍ مِن دَاخِلِ القَبْرِ إلى أُذُنِي فاقْشَعَرَّ جِلْدِي فانْصَرَفْتُ.
3) عن يَحيى بنِ أبي كَثِيرٍ قال: كان أبي إذا شَهِدَ جِنازةً لا يَتَعَشّى تِلكَ اللَيلةَ.
4) عن أبي قَزَعَة رَجُلٍ مِن أهل البصرة قال: مَرَرْنا في بَعْضِ المياه التي بَيْنَنا وبينَ البَصْرَةِ إذ سَمِعْنا نَهِيقَ حِمارٍ فقُلْنا: ما هذا النَهِيقُ؟ قال: هذا رَجُلٌ كان عِنْدَنا فكانَت أُمُّه تُكَلِّمُه بالشَىءٍ فيَقُولُ لها: انْهَقِي نَهِيقَكِ، فَلَمّا ماتَ سُمِعَ هذا النَهِيقُ عِندَ قَبْرِه كُلَّ لَيلةٍ.