كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ كَانُوا لا يَلبسُونَ القميصَ إلا الإزارَ والرِدَاءَ كالْمُحرِمِ فكانُوا يَضَعُونَ السِّوَاكَ بَيـنَ الأُذُنِ والرَأسِ، لو لَم يَكُن فيهِ إلا الفائدةُ للأسنانِ واللثةِ لكَفَى.
طَبِيبٌ حِمصِيٌّ قالَ: لَو كُنتُم تَلتَـزِمُونَ هَذا ما كُنَّـا نَستَفتِحُ.
قالَ اللهُ تعالَى: ﴿أَلاَ لَهُ الخَلقُ والأَمرُ﴾. الأمرُ هنا معناهُ الكلامُ الأزلِيُّ، هو يَخلُقُ وهو الذي يأمُرُ. أَلاَ لَهُ الخَلقُ والكَلامُ الأَزَلِيُّ.
النَّومُ يَكُونُ مِن تَعَبِ الفِكرِ أَو مِن تَعَبِ الجِسمِ، لِذَلِكَ أَهلُ الجنةِ لاَ يَنَامُونَ، لِذَلِكَ يقولُونَ: "النَـومُ أَخُـو الْمَوتِ".
الكافرُ عندَما يسقطُ مِنَ الصراطِ الَمَلَكُ يرميهِ إلى البابِ الذي يدخلُ منهُ إلى جهنَّمَ، وبابُ جهنَّمَ واسعٌ ثُمَّ يَصِلُ إلى القعرِ الذي كُتِبَ لهُ.
الْمُسلمُ على حَسَبِ قُوةِ دينِهِ يُبتَلَى. الأنبياءُ أكثرُ الناسِ بلاءً. ثُمَّ على حسبِ دِينِهِ يكونُ قوةُ بلائِهِ أشدَ. أهلُ مكةَ من المسلمينَ لَمَّا اشتدَ إيذاءُ المشركينَ لَهم هَاجَرُوا. من هؤلاءِ صهيبٌ الروميُّ. كانَ سيدُنَا صهيبٌ الروميُ مِن أكثرِ أهلِ مكةَ مالاً. مشركُو مكةَ لَم يُمَكنُوهُ من السفرِ إلى الْمدينةِ إلا بأنْ يتخلَّى عن أموالِهِ. قالُوا لا نُخَليكَ تأخذ أموالَكَ فتَخَلَّى عن مالِهِ فخرجَ بدونِ شىءٍ إلا ما يَلبَسُهُ على جسمِهِ. كانَ من السابقِينَ الأولينَ. المسلمُ يُبتَلَى.
الخيرُ في لغةِ العربِ يُطلَقُ على العملِ الحَسَنِ الذي يُحِبُّهُ اللهُ، ويُطلَقُ عَلَى الْمالِ الكثيرِ قالَ تعالَى: ﴿وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ الخيرُ هُنَا بمعنَى الطاعاتِ. وفي بعضِ المواضعِ في القرءانِ يُرادُ بهِ ـ أي لفظِ الخيرِ ـ المالُ الكثيرُ قالَ تعالَى: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ هُنَا الخيرُ معناهُ المالُ الكثيرُ، في وصفِ الكافرِ وَرَدَ هذَا.
البيتُ الذي فيهِ أُتْرُجٌ لا يَدخُلُهُ الجِنُّ. حتى الحديقة إذَا وُضِعَ فيهَا الأُتْرُجُ يَكرَهُونَ أي الجِنُّ دخولَهَا. بعضُ الْمشايخِ الْمدرسينَ في هَرَرَ في الْماضِي البعيدِ كانَ لهُ طلابٌ يَحضُرونَ الدروسَ. ثُمَّ هؤلاءِ انقطعُوا ثم جاءُوا، قال لَهُم لِمَ انقطعتُم؟ قالُوا لأنهُ يوجدُ في البيتِ أُتْرُجٌ. كيفَ عرفَ الشيخُ أَنَّهُم مِنَ الجِنِّ؟ بسببِ الأُتْرُجِ. كانُوا يأتُونَ بصورةِ بشرٍ فلَمَّا انقطعُوا عَرَفَ أَنَّهُم مِنَ الجِنِّ.
التُّجَارُ أغلَبُهُم قبلَ أن يتعلمُوا ـ هذا يستحقُ الزكاةَ وهذا لا يستحقُ الزكاةَ ـ يوزعونَ الزكاةَ. التاجرُ إنْ كانَ أَمِينًا صَادِقًا وتعلَّمَ عِلمَ الدينِ وتَجَنَّبَ الْمعاصِي وعَمِلَ الواجباتِ يُحشَرُ يومَ القيامةِ مع النبيينَ والصِدِّيقِينَ والشهداءِ وإلا فهو من الفُجَّارِ، يُحشَرُون فُجَّارًا.
س: ما معنَى يُحشَرُ يومَ القيامةِ مع النبيينَ والصِدِّيقِينَ؟
قالَ الشيخُ: معناهُ يومَ الحَشرِ مرتاحٌ، ما عليهِ شىءٌ يومَ القيامةِ. الإنسانُ يُجمَع مع أشكالِهِ، الفاجرُ مع الفُجَّارِ والتَّقِيُّ مع الأتقياءِ. الأتقياءُ لا يُصِيبُهُم حرُّ يومِ القيامةِ، تحتَ ظلِ العرشِ يكونُونَ. إنَّ التجارَ مبعُوثُونَ يومَ القيامةِ فُجَّارًا إلا مَن اتَّقَى اللهَ وبَرَّ وصَدَقَ، الذي يَصدُقُ في قولِهِ ولا يَغُشُّ ولا يَكذِبُ ويَتَجَنَّبُ المالَ الحرامَ ويُؤدِي الفرائضَ هذا مِنَ الآمِنِينَ.
الـمُرشِدُ الكَامِلُ يُقَرِّبُ الشَّخصَ، إن كَانَ كَسلانًا يَصِيـرُ فِي هِمَّةٍ عَالِيَةٍ بِنَظرَةٍ منهُ.
ءادمُ عليهِ السلامُ هو عَلَّمَ الطِبَّ والحِدادةَ والحِياكةَ وما أشبهَ ذلكَ، كلُّ ذلكَ عَلَّمَهُ ثم البشرُ زَادُوا على ما علَّمَهُم ءادمُ بالتجربةِ.
الطَالِبُ عندَمَا يَقرَأُ على العَالِمِ يُوَاجِهُهُ، لا يَجلِسُ على جانِبِهِ. جبريلُ لَما جَاءَ إلى الرسولِ بصورةٍ مَا جَاءَهُ بِهَا قبلَ هذا، حتَّى إِنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسِلَّمَ ما عَرَفَهُ يَومَهَا، جَلَسَ فأَلصَقَ رُكبَتَيهِ برُكبَتَيهِ ثُمَّ وَضَعَ كَفَّيهِ على أَوَّلِ فَخِذَي الرَّسُولِ حتَّى يَعلَمَ النَّاسُ أنَّ بَينَهُمَا صَدَاقَةً قَوِيَّةً ثُمَّ بعدَمَا خَرَجَ جِبريلُ مِن عِندِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسِلَّمَ عَرَفَهُ الرَّسُولُ.
قال الشاعر:
فموسى الذي ربَّاهُ جبريلُ كافرٌ ~ وموسى الذي ربَّاه فرعونُ مسلمُ
مُوسَى الذي رَبَّاهُ جِبريلُ هو موسَى المُظَفَّرُ. كانَ وَجَدَهُ جبريلُ ضائعًا. ثُمَّ لَمَّا كَـبُرَ طَلَعَ كافرًا؛ لأنَّ اللهَ شاءَ لَهُ الشقاوةَ. وأَمَّا مُوسَى بنُ عِمرَانَ رَبَّاهُ فِرعونُ ومَع ذلكَ مَا ضَرَّهُ ذَلِكَ؛ لأنَّ اللهَ شَاءَ لَهُ السعادةَ.
جَابِرُ بنُ عبد اللهِ الأَنصَارِيُّ رَضيَ اللهُ عنهُ رَحَلَ مَسِيرَةَ شَهرٍ لِيسمَعَ حَدِيثًا بَلَغَهُ أنَّ وَاحِدًا مِن أَصحَابِ رسولِ اللهِ مِثلَهُ سَمِعَهُ. أَرادَ أَن يَسمَعَهُ مِن لَفظِهِ مِن لِسَانِهِ. رَحَلَ مَسِيرَةَ شَهرٍ، تِلكَ الأيام كانُوا يَركَبُونَ البَعِيرَ فَلَمَّا وَصَلَ إِليهِ قَالَ لَهُ: "مَا جِئتُكَ إلاَّ لأَسـمَعَ مِنكَ حَدِيثًا بَلَغَنِي أَنَّكَ تَروِيهِ" فرَوَاهُ لَهُ كَمَا سَمِعَ. إلى هذا الحَدِّ كانُوا يَهتَمُّونَ لِعِلمِ الدِينِ.