براءة أهل التصوف
افتراؤهم على الشيخ أبي يزيد البسطامي
* التحذير مما ينسب إلى الشيخ الكبير أبي يزيد البسطامي.
ففي كتاب "لطائف المنن المنسوب لابن عطاء الإسكندري" ونظن أن مثل هذه الكلمات دست عليه عبارة منسوبة إلى أبي يزيد وهو منها برئ وهذه العبارة هي: "قال أبو يزيد: خضت بحرًا وقفت الأنبياء بساحله" وهذا كلام ظاهر البطلان فيه رفع لمقام أبي يزيد فوق مقام الأنبياء، وأبو يزيد البسطامي رضي الله عنه لا يقول مثل هذه الأقاويل.
ومما يحذر منه ما ينسبه بعض الناس من أن أبا يزيد البسطامي قال: "سبحاني ما أعظم شاني" وأنه قال "أنا الحق" أي الله وأنه قال: "الجنة ملعبة الصبيان" وكل هذه الأقوال مكذوبة لم يقلها أبو يزيد وهي أباطيل ملفقة مكذوبة، وحاشاه أن يقول مثل هذا الكلام القبيح لأنه من المتمسكين بآداب السنة الشريفة حالاً وقالاً وفعلاً، وقد كان في زمنه رجل "بقومس" مشهور بالورع والزهد فقال يومًا أبو يزيد البسطامي لأصحابه: قوموا بنا ننظر إلى الرجل الذي شهر نفسه بالولاية فذهبوا معه، فلما خرج الرجل من منزله ودخل مسجده رمى ببزاقه نحو القبلة فقال أبو يزيد: قوموا بنا ننصرف من غير أن نسلم فإن هذا الرجل ليس بمأمون على أدب من ءاداب الشريعة التي أدب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأمونًا على ما يدعيه من مقامات الأولياء الصديقين.