وقفات مع العاشر من محرّم
في هذا اليوم حصلت غزوة ذات الرّقاع
وفي يوم عاشوراء حصلت غزوة ذات الرقاع في السنة الرابعة للهجرة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة ومعه من أصحابه سبعمائة مقاتل يريد قبائل من نجد وهم بنو محارب وبنو ثعلبة من بني غطفان وكانوا قد غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم النبي للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس الخير، وبعد أن تهيأ المشركون لقتال النبي وأصحابه لَما علموا بخروجه وتقارب الفريقان قذف الله الرعب في قلوب قبائل المشركين فهربوا تاركين وراءهم نساءهم، فلم تقع حرب وقتال وكفى الله نبيه ومن معه من الصحابة شرّ هذه الجموع الكافرة .
وسُميت بذات الرقاع لأن الصحابة لفوا على أرجلهم الخِرَق بسبب ما أصاب أقدامهم في هذه الغزوة من جراح تساقطت فيها أظافرهم لما اصطدمت بالحجارة والصخور .
ولما رجع رسولُ الله وأصحابه من هذه الغزوة أدركهم وقت القيلولة في واد كثير الأشجار ونزل الصحابة وتفرقوا يستظلون الشجر ونزل النبي وحده تحفه العناية الربانية وعلق بالشجرة سيفه الزاهر، وبينما هو نائم تسلل إليه مشرك وأخذ بسيف النبي وتصدى له يريد أن يفتك به، فما انتبه النبي إلا وهذا المشرك فوقه والسيف في يده وهو يقول للنبي: من يمنعك مني، فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بلسان التوكل على الله "الله" فيسقط السيف من يد المشرك فيأخذه النبي ويقول له: "من يمنعك مني" فيقول له المشرك: كن خير ءاخذ. فتركه النبي وعفا عنه فذهب المشرك إلى قومه وهو يقول جئتكم من عند خير الناس.