وقفات مع العاشر من محرّم
في هذا اليوم أعطى الله الملك لسليمان عليه السلام
بعث الله تعالى سيدنا سليمان عليه السلام بالإسلام كسائر الأنبياء ورزقه النبوة والملك فكان ملكه واسعا وسلطانه عظيما.
وقد أنعم الله عليه بنعم كثيرة كريمة منها تسخير الجن والشياطين بحيث يطيعونه وينفذون اوامره ومنها إسالة النحاس المذاب له وفهمه منطق الطير، وجعل الريح تأخذه الى حيث شاء بإذن الله على بساط عجيب.
ومما روي في ترحال سيدنا سليمان عليه السلام كذلك أنه ركب البساط مرة وسار فمر فوق فلاح يحرث أرضه ،فنظر نحوه الفلاح وقال :" لقد أوتي ءال داود ملكًا عظيمًا "، (وسيدنا سليمان هو ابن النبي داود عليه السلام).
فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سيدنا سليمان عليه السلام ، فنزل حتى وصل إلى الفلاح فقال له : "إني سمعت قولك ، وإنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقـدر عـليه، لتسبيحة واحدة يقبلها الله منك خير مـن الـدنيا ومــــا فيها" ،فقال الفلاح: " أذهب الله همك كما أذهبت همي".
وذلك لأن نبي الله سليمان عليه السلام لم يكن متعلق القلب بالرفاهية والتنعم، بل كان زاهدًا في الدنيا يأكل خبز الشعير على الرغم من سعة ملكه وعظم ما بين يديه من الأموال.
وكان كل يوم يذبح مائة ألف رأس غنم وثلاثين ألف رأس بقر ويطعمها للناس وهو يأكل خبز الشعير ويأتدم باللبن الحامض ويطعم الناس نقي القمح. وإنما كان يستغل ما أكرمه الله به لنشر الإسلام وإظهار هيبة هذا الدين العظيم.