مختصر سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم
نشأته صلى الله عليه وسلم بمكةَ، وخروجه مع عمِّه أبي طالب إلى الشام، وزواجه بخديجة
ونَشَأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتيمًا يَكْفلُهُ جدُّه عبدُ المطَّلب، وبعده عمُّه أبو طالب بنُ عبد المطَّلب.
وَطَهَّره الله عز وجل من دَنَس الجاهلية، ومن كلِّ عيبٍ، ومَنَحه كل خُلُقٍ جميلٍ، حتى لم يكنْ يُعرَف بينَ قومه إلا بالأمينِ، لِمَا شَاهَدوا من أمانتِهِ، وصِدْقِ حديثِهِ، وطهارتِهِ.
فلمَّا بَلَغ اثنتيْ عَشْرة سنةً، خَرَج مع عمِّه أبي طالبٍ إلى الشام حتى بَلَغ بُصرَى، فرآه بَحِيرا الراهب، فعَرَفه بصفتِهِ.
فَجَاءَ وأخَذ بيدِهِ، وقالَ: هذا سيدُ العالمينَ، هذا رسولُ ربِّ العالمينَ، هذا يبعثُهُ الله رحمةً للعالمينَ.
فقيلَ له: وما عِلْمُكَ بذلكَ؟ قال: إنكم حين أقبلتُمْ مِنَ العَقَبة لم يَبْقَ شجرةٌ ولا حجرٌ إلا خرَّ ساجدًا، ولا يَسْجدونَ إلا لنبيٍّ، وإنَّا نَجِدُهُ في كُتُبنا، وسألَ أبَا طالبٍ، فَردَّه خوفًا عليه من اليهود.
ثم خَرَج ثانيًا إلى الشام مَعَ مَيْسَرة غُلام خديجةَ رضي الله عنه في تجارةٍ لها قبلَ أن يتزوَّجها، حتى بلغَ إلى سوق بُصْرَى، فبَاعَ تجارتَه.
فلمَّا بَلَغ خمسًا وعِشرينَ سنة تزوَّج خديجةَ رضي الله عنها.