إثْبَاتُ أَنَّ صَوْتَ الْمَرْأَةِ لَيْسَ عَوْرَةً
تنبيه
قَوْلُ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ صَوْتُ الْمَرْأَةِ عَوْرَةٌ مُرَادُهُمْ الصُّوتُ الَّذي يَجُرُّ إِلى الشَّرِّ إِلى الْحَرَامِ.
وَقَدْ فَنَّدَ الْخَرْشِيُّ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ مَا نُسِبَ إِلى مَالِكٍ أَنُّهُ قَالَ صَوْتُ الْمَرْأَةِ عَوْرَةٌ.
وَعِنْدَ التَّفْصِيلِ يُقَالُ مَنِ اسْتَمَعَ إِلى صَوْتِ الْمَرْأَةِ لِلتَّلَذُّذِ لِلشَّهْوَةِ فَهُوَ حَرَامٌ، وَهَذَا يَدْخُلُ تَحْتَ حَدِيثِ: "وَالنَّفْسُ تَزْني" وَقَدْ فَسَّرَ الرَّسُولُ زِنى النَّفْسِ فقالَ: "وَالنَّفْسُ تَمَّنَّى وَتَشْتَهِي" أَيْ أنَّ الشَّخْصَ يُفَكِّرُ أَنَّهُ يُضَاجِعُ أَجْنَبِيَّةً وَيَتَلَذَّذُ بِهَا، هَذَا زِنى النَّفْسِ، زِنَى الْقَلْبِ.
فَمَنِ اسْتَمَعَ إلى صَوْتِ الْمَرْأَةِ الْحَسَنْ لا لأنَّهُ صَوْتٌ حَسَنٌ فَقَطْ بَلْ يَجِدُ مَيْلاً إِلى التَّلَذُّذِ بِهَا فَعلى هَذَا الْوَجْهِ حَرَامٌ. كَذَلِكَ الْمَرْأَةُ إِنِ اسْتَمَعَتْ لِصَوْتِ رَجُلٍ حَسَنِ الصَّوْتِ عَلَى وَجْهِ التَّلَذُّذِ بِهِ تَمَنِّي تَقْبِيلِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذَا حَرَامٌ.