إثْبَاتُ أَنَّ صَوْتَ الْمَرْأَةِ لَيْسَ عَوْرَةً
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا قيّمًا لينذر بأسًا شديدًا من لدنه ويبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا حسنًا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
ليعلم أن القول المعوّل عليه في المذاهب الأربعة في صوت المرأة أنه ليس بعورة، وكيف يقال إنه عورة وقد ثبت في الحديث أن الرسول رخص لجارية في الغناء عند إهداء العروس إلى زوجها، روى البخاريُّ في الصحيح عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أنها زفّت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة ما كان معكم لهوٌ فإنَّ الأنصار يعجبهم اللهو"، وفي رواية الطبراني عن شريك عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدّف وتغني"؟ قالت عائشة: تقول ماذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقول:
أتيناكم أتيناكم ... ... ... فحيّونا نحيّيكم
ولولا الذهب الأحمر ... ... ما حلّت بواديكم
ولولا الحنطة السمرا ... ... ءُ ما سَمِنَتْ عذاريكم"
ورواية الطبراني هذه صحيحة ففيها زيادة كما هو ظاهر على رواية البخاريّ وهي الضرب بالدّف والغناء بهذه الكلمات، ومعنى الجارية في اللغة الفتاة كما هو مذكور في القاموس المحيط ولسان العرب في مادة (ج ر ي).