قد تعددت صيغ الصلاة على الرسول وتفنن بها المداحون والعاشقون وإن كانت الصيغة الواردة عنه عليه الصلاة والسلام "اللهم صل على محمد" كما ورد في الحديث أن الصحابة قالوا: كيف نصلي عليك يا رسول الله قال: "قولوا اللهم صل على محمد". ولكنه يجوز أن يزاد عليها لفظ بل وألفاظ تزاد على هذه الصيغة شرط أن تكون مناسبة للأصل.
فالذي يقول:"اللهم صل على سيدنا محمد مع لفظ التسيّد فقد زاد زيادة تناسب الأصل لورود الخبر عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:" أنا سيد ولد ءادم يوم القيامة ولا فخر" رواه الترمذي 1 . فلفظ التسيد كما ظهر في هذه الرواية منطبق عليه صلى الله عليه وسلم فلا مانع من ذكره في الصلاة أو في غيرها ولأن الله ذكر نبيه يحيى بن زكريا عليه السلام بهذا اللفظ بقوله تعالى في حقه: ﴿وسيدًا وحصورًا﴾ فالأولى بمحمد خير الأنبياء أن يكون هو أيضاً سيدًا.
وأما قول بعض المانعين من لفظ اللهم صل على سيدنا محمد وحجتهم بأن الله هو السيد كما جاء في الحديث "السيد الله" فأجاب العلماء عن ذلك أن السيادة المطلقة لله، وإلا يجوز أن تنادي أي فرد من المسلمين بلفظ "السيد".
وأما قولهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التسيد فقال " لا تسيدوني في الصلاة ..." فهذا الحديث لا أصل له وهو موضوع، مكذوب على رسول الله. فقد ذكر العجلوني في كتاب كشف الخَفا 2 فقال: الحديث لا أصل له.
ومما يدل على عدم صحته ركاكة لفظه وهو مخالف القواعد اللغة، إذ الحديث لو كان صحيحا لكان لا تسوّدوني. والنبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم إلا بصحيح العبارة والمعنى، وعجبًا من أولئك الذين يمنعون الناس من قول اللهم صل على سيدنا محمد ويتلفظون بهذا اللفظ عمن هو أقل مرتبة من الأنبياء فيقولون السيد الملك والسيد فلان وغير ذلك، فلا مانع من زيادة أي لفظ أو صيغة شرط أن تناسب الأصل. فهذا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما الذي هو من الصحابة كان يزيد في الصلاة عند التشهد فيقول أشهد أن لا إله إلا الله "وحده لا شريك له" ويقول أنا زدتها أي انا زدت "وحده لا شريك له" رواه أبو داود 3 . [ كتاب الصلاة باب التشهد].
---------------------