قصص وعبر
قِصَّةُ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ
يُروى عَن عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ يَذْكُرُ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا وَعِنْدَهُ سابق البربري الشاعر وَهُوَ يُنْشِدُ شِعْرًا، فَانْتَهَى فِي شِعْرِهِ إِلَى هَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ بَاتَ لِلْمَوْتِ آمِنًا
أَتَتْهُ الْمَنَايَا بَغْتَةً بَعْدَمَا هَجَعْ
فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِذْ جَاءَهُ الْمَوْتُ بَغْتَةً
فِرَارًا وَلَا مِنْهُ بِقُوَّتِهِ امْتَنَعْ
فَأَصْبَحَ تَبْكِيهِ النِّسَاءُ مُقَنَّعًا
وَلَا يَسْمَعُ الدَّاعِي وَإِنْ صَوْتَهُ رَفَعْ
وَقَرُبَ مِنْ لَحْدٍ فَصَارَ مَقِيلَهُ
وَفَارَقَ مَا قَدْ كَانَ بِالْأَمْسِ قَدْ جَمَعْ
فَلَا يَتْرُكُ الْمَوْتُ الْغَنِيَّ لِمَالِهِ
وَلَا مُعْدَمًا فِي الْمَالِ ذَا حَاجَةٍ يَدَعْ
قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عمر يَبْكِي وَيَضْطَرِبُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، فَقُمْنَا فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ.
[من حلية الأولياء وطبقة الأصفياء للإمام الحافظ أبي نعيم الأصبهاني رحمه الله]
4>