الخلق الحسن
المطلوبَ عندَ اللَّهِ أنْ يُقابِلَ الإنسانُ الإساءةَ بالإحسانِ
روى ابن حبان في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن سليم رضي الله عنه يا رسول الله "علمني مما علمك الله": قال صلى الله عليه وسلم:"فإن امرؤ شتمك بما لا يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه".
ففي هذا الحديث أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الأفضل في معاملات الناس مقابلة الإساءة بالإحسان فإنه وإن كان جائزًا أن يقتص المسلم ممن ظلمه بالمثل لكنه أرشد في هذا الحديث إلى أن الكمال هو التجاوز.
هذا جابر بن سليم الذي كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما سمع من رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الحديث إلى ءاخر حياته ما سب إنسانًا ولا دابة. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مسرعين لتطبيق أوامر الله تبارك وتعالى، كانوا مسرعين مبادرين لتطبيق أوامر القرءان والحديث ما كانوا مثلنا فهذه الكلمة الواحدة التي كلَّمه الرسول بها "إن شتمك بما لا يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه" عمل بها، من تلك الساعة إلى أن مات ما سب إنسانًا ولا دابةً.
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور ما شاء" رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.فإذا أساء اليك إنسان أو جرحك بكلمة أو مسبة فكظمت غيظك وكنت قادرًا على أن تنفذه فإنّ الله يخيّرك من الحور ما تشاء يوم القيامة. فكن واسع الصدر متسامحا كثير الصفح فالعفو من شيم الكرام.
إخوة يوسف طلع من ذريتهم أنبياء أما هم الذين ءاذوه وهم عشرة هؤلاء فساق لكن في الأخير تابوا وندموا بعدما عرفوا أن هذا الذي كان في مصر كان حاكمًا هو أخوهم يوسف عليه السلام، هو ما عاقبهم. الأنبياء يقابلون الإساءة بالإحسان لو كان كغيره من الناس الذين ليسوا أنبياء ولا أولياء كان قتلهم قتل العشرة الذين ءاذوه.
فمن أراد الدرجات العلى يتبع الأنبياء ولا يتبع هوى نفسه. فالذي يعفو ولا يقابل الإساءة بالإساءة بل يقابل الإساءة بالإحسان هذا يكون سلك طريق الأنبياء، ومن قابل الإساءة بالإحسان ولو إلى ألف مرة أو أكثر فهو عند الله عمل عظيم فالمطلوبُ عندَ اللَّهِ أنْ يُقابِلَ الإنسانُ الإساءةَ بالإحسانِ.