الخلق الحسن
الصدقَ من فضائلِ الأخلاقِ التي أمرَ بها الإسلام
لَما كانَ الصدقُ ضرورةً من ضروراتِ المجتمعِ وفضيلةً من فضائلِ السلوكِ البشريِّ ذاتِ النفعِ العظيمِ وكانَ الكذبُ عنصرَ إفسادٍ كبيرٍ للمجتمعاتِ وسببًا لهدمِ أبنيتِها وتقطيعِ روابِطها وصِلاتِها أَمَرَ الإسلامُ بالصدقِ الذي هو القولُ المطابقُ للواقعِ والحقيقةِ ونهى عن الكذبِ الذي هو الكلامُ بخلافِ الواقعِ.
يقولُ اللهُ تعالى: ﴿يا أيُّها الذينَ ءامنوا اتقوا اللهَ وكونوا مَعَ الصادقينَ﴾ سورة التوبة /119.أي اصدُقوا والزَمُوا الصدقَ تكونوا من أهلِهِ وتنجُوا من المهالكِ، ويجعلْ لكم فَرَجاً من أمورِكم ومخرجاً.وقالَ سبحانَهُ: ﴿فلو صَدَقُوا اللهَ لكانَ خيراً لهم﴾ سورة محمد /21.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" رواهُ مسلمٌ. معنى الحديثِ أنَّ الذي يُلازِمُ الصدقَ ويتجنبُ الكذبَ يزدادُ عملُ الخيرِ عليهِ حتى يُكْتَبَ عندَ اللهِ صِدِّيقًا أي فلانٌ كثيرُ الصدقِ يُلازِمُهُ، ثم إنَّ ذلكَ يُقَرِّبُ إلى الجنةِ والكذبُ بالعكسِ "وإنَّ الكذبَ يهدِي إلى الفُجورِ" والفجورُ في أصلِهِ الميلُ والانحرافُ عن الحقِّ "وإنَّ الفجورَ يهدِي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليَكْذِبُ، حتى يُكْتَبَ عندَ اللهِ كذاباً".
والصدقُ يشمَلُ الصدقَ معَ اللهِ بإخلاصِ العبادةِ للهِ، والصّدقَ مع النّفسِ بإقامتِها على شرعِ اللهِ، والصّدقَ مع النّاسِ في الكلامِ والوعودِ والمعاملاتِ من البيعِ والشراءِ والنكاحِ فلا تدليسَ ولا غشَ ولا خداعَ حتى يكونَ ظاهرُ الإنسانِ كباطنِهِ وسرُّهُ كعلانيتِهِ.
فكن صادقًا، كن صادقًا مع نفسِك ومع الناسِ وقبلَ ذلكَ كن صادقًا مع اللهِ. نسألُ اللهَ تعالى أن يجعلَنا مع الصادقينَ.