كيف أسلم؟
أبو طلحة الأنصاري
أبو طلحة الأنصاري هو من بني أخوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد أعيان غزوة بدر وأحد النقباء الاثني عشر الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة العقبة الثانية.
قصة إسلامه .
كانت أم سليم بنت ملحان بن جندب الأنصارية متزوجة من مالك بن النضر في الجاهلية، فولدت له أنسًا..
ثم لما بلغتها دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار، فغضب مالك وخرج إلى الشام فمات بها، فقدم أبو طلحة الأنصاري لخطبتها فقالت له: "لا ينبغي أن أتزوج مشركًا، أما تعلم يا أبا طلحة أنّ أصنامكم لو أشعلتم فيها نارًا لاحترقت!!"..
فانصرف أبو طلحة وقد هزّ هذا الحديث كيانه، ثم جاء إليها وقال: "يا أم سليم، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله"..
فأجابته وهي مسرورة بما تفضل الله عليه به بأن جعله مسلمًا وقالت: "وما مثلك يا أبا طلحة يُرد" واستجابت لطلبه وتزوجا. ولما بلغ ذلك رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قال: "جاءكم أبو طلحة وغرة الإسلام بين عينيه"..
وولدت له: عبد الله وأبا عمير، وكان لها موقف عظيم يدل على صبرها وحكمتها، فقد مرض ابن من أبنائها وأصبح في حال خطرة، وفي هذه الأثناء خرج أبو طلحة إلى المسجد للصلاة وأثناء خروجه توفي الغلام، فأعدته أم سليم لوداعه للمثوى الأخير، وقالت لمن حولها: لا تخبروه. وعاد أبو طلحة الأنصاري إلى بيته فوجد أم سليم قد أعدت له عشاءه، فتناوله، ولما فرغ منه واستراح في فراشه قالت أم سليم: يا أبا طلحة، ألم تر إلى ءال فلان استعاروا أمانة من بني فلان فلما جاؤوا في طلبها لم يردوها لهم رغم أنها حق لهم وأمان أودعوها عندهم؟! فقال أبو طلحة: والله ما أنصفوا يا أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة إن الله قد استعاد أمانته منك، فقال أبو طلحة: وما هي؟ فقالت: ابنك فقد قبضه واسترجعه! فقال أبو طلحة: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعندما أصبح من ليلته ذهب إلى رسول الله، فلما رءاه عليه الصلاة والسلام قال له: "بارك الله لكما في ليلتكما".