كيف أسلم؟
حكيم بن حزام
هو حكيم بن حزام بن خويلد، ابن أخ أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.
نشأ حكيم بن حزام في أسرة عريقة النسب، عريقة الجاه واسعة الثراء، وكان إلى ذلك عاقلاً فاضلاً، فسوّده قومه.
وكان حكيم صديقًا حميمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، فهو وإن كان أسنّ من النبي الكريم بخمس سنوات إلا أنه كان يألفه ويأنس به، ويرتاح إلى صحبته ومجالسته.
ثم جاءت علاقة القرابة فوثقت ما بينهما من علاقة، وذلك حين تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
وقد تعجب بعد كل الذي بسطناه لك من علاقة حكيم بالرسول عليه الصلاة والسلام إذا علمت أن حكيمًا لم يسلم إلا يوم الفتح. حيث كان قد مضى على بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يزيد على عشرين عامًا، فقد كان المظنون برجل مثل حكيم بن حزام والذي يُسر له تلك القربى القريبة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون أول المؤمنين به، المصدقين لدعوته المهتدين بهديه، ولكن مشيئة الله نافذة.
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعجب من رجل له مثل حلم حكيم بن حزام وفهمه، كيف لا يبادر إلى الدخول في الإسلام.
وفي الليلة التي سبقت فتح مكة، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: "إنه بمكة أربعة نفر ويرغب لهم في الإسلام" قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: "عتّاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو". ومن فضل الله عليهم أنهم أسلموا جميعًا.
فإنه حين دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا، أمر مناديه أن ينادي: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله فهو ءامن، ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو ءامن، ومن أغلق عليه بابه فهو ءامن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو ءامن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو ءامن" وكانت دار حكيم في أسفل مكة ودار أبي سفيان في أعلاها.
رحم الله حكيم بن حزام الذي تداركته رحمة الله تعالى بنعمة الإسلام فكان خير معين وخير داع لهذا الدين.