كيف أسلم؟
العباس بن عبد المطلب
هو أبو الفضل العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أحد أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا، كان العباس رضي الله عنه رئيسًا في الجاهلية وفي قريش، وأُسندت إليه عمارة البيت والسقاية في الجاهلية.
ويذكر أصحاب السير كالذهبي وابن سعد وابن الجوزي أنه أسلم قبل الهجرة وكان يكتم إسلامه خوفًا من إيذاء كفار قريش، ويوم بدر خرج مع المشركين مستكرهًا، ففي سير الذهبي عن عمارة بن عمار بن أبي اليسر السلمي عن أبيه عن جده أنه قال: نظرتُ إلى العباس يوم بدر وهو واقف كأنه صنم وعيناه تذرفان، فقلت له: أتقاتل ابن أخيك مع عدوه، فقال: ما فعل، أُقُتِلَ قلت: الله أعزُّ له وأنصر من ذلك، فقال: ما تريد إلي قلت: الأسر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتلك، فقال: ليست بأول صلته وبرّه، ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وطلب النبي صلى الله عليه وسلم من العباس أن يفدي نفسه وابن أخيه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وعتبة بن عمرو بن جحدم، فقال العباس: يا رسول الله إني كنتُ مسلمًا ولكن القوم استكرهوني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بإسلامك، إن يكُ ما تذكر حقًا فالله يجزيك به، فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا، فافدِ نفسك" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين أوقية من ذهب، فقال العباس رضي الله عنه: يا رسول الله احسبها لي من فدايَ، فقال: "لا، ذاك شئ أعطاناه الله منك" فقال العباس: فإنه ليس لي مال، فقال الرسول: "فأين المال الذي وضعت بمكة حين خرجت عند أم الفضل بنت الحارث ليس معكم أحد، ثم قلت لها إن أصبتُ في سفري هذا فللفضل كذا ولعبد الله كذا"، قال العباس: والذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد غيري وغيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله.
وقال العباس رضي الله عنه: وأنزلت الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ [سورة الأنفال/70] فأعطاني الله مكان العشرين أوقية في الإسلام عشرين عبدًا كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة الله تعالى.