أما ما يرد به عليهم من كتاب الله عز وجل أن الله وصف نفسه بأن له الأسماء الدالة على الكمال فقال عز وجل: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسمائه﴾ [سورة الأعراف]، وقال تعالى: ﴿أيًا ما تدعوا فله الأسماءُ الحسنى﴾ [سورة الإسراء]، وقال تعالى: ﴿هو الله الذي لا إله إلا هو الملكُ القدوسُ السلامُ المؤمنُ المهيمن العزيزُ الجبارُ المتكبر سبحان الله عمّا يُشركون هو اللهُ الخالق البارئ المصورُ له الأسماء الحسنى﴾ [سورة الحشر]، ومعنى الحسنى أي الدالة على الكمال، فلا يجوز أن يكون اسم من أسماء الله تعالى دالاً على خلاف الكمال، قال الزجاج (1) : "ولا ينبغي لأحد أن يدعوه بما لم يسم به نفسه"، وقال أبو سليمان الخطابي (2) : "ودليل هذه الآية (3) أن الغلط في أسمائه والزيغ عنها إلحاد" اهـ، وقال النسفي في تفسيره (4) : " ومعنى قوله تعالى: ﴿وذروا الذين يُلحدون في أسمائه﴾ [سورة الأعراف] أي اتركوا تسمية الذين يميلون عن الحق والصواب فيها فيسمونه بغير الأسماء الحسنى وذلك أن يسموه بما لا يجوز عليه نحو أن يقولوا: "يا سخي يا رفيق" لأنه لم يسم نفسه بذلك، ومن الإلحاد تسميته بالجسم والجوهر والعقل والعلة" اهـ، فتبين أن الإلحاد في أسماء الله تعالى هو تسميته بما لم يسم به نفسه ولم يرد فيه نص من كتاب ولا سنة ولا إجماع لأن أسماء الله سبحانه وتعالى كلها توقيفية أي يتوقف إطلاقها عليه تعالى على ورودها في كتاب الله أو سنة نبيه أو إجماع، ومن هنا يعلم أنه لا يجوز تسمية الله تعالى بـ "ءاه" لأنه لفظ يدل على العجز والشكاية والتوجع وما كان كذلك يستحيل أن يكون اسمًا لله تعالى.
---------------------------