هل تعلم؟
ما المقصود مِنَ المِعراجِ
اللهُ تبارَكَ وتَعالى امتَنَّ عَلى سَيِّدِنا محمّدٍ بِالمعراجِ أَي العُروجِ إِلى سِدرَةِ المُنتَهى ثمَّ إِلى ما فوقَ ذلِكَ إِلى حَيثُ شاءَ اللهُ، وذلَكَ لِيُريَهُ عَجائِبَ المَلكوتِ الأَعلى حتّى يَزدادَ يَقينًا بِرَبِّهِ وإِجلالاً وتَعظيمًا، هَذا هو المَقصودُ مِنَ المِعراجِ، فذلِكَ المَكانُ الّذي كَانَ وَصَلَ إِليهِ الرَّسولُ هو مَكانٌ للرَّسولِ في ذلِكَ الوَقتِ، الرَّسولُ كَانَ مُتَحَيِّزًا هُناكَ أَمّا اللهُ تَبارَكَ وتَعالى فَهو مَوجودٌ بِلا مَكانٍ لا يجوزُ عَليهِ أَن يَكونَ لَهُ حَيِّزٌ ولا يجوزُ عَليهِ أَن يَكونَ لَهُ حَدٌّ كَما رُوِيَ عَن سَيِّدِنا عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في كِتابِ" الحِليةِ" لأَبي نُعَيمٍ أَنّهُ قالَ: "مَن زَعَمَ أَنَّ إِلهنا محدودٌ فَقَد جَهِلَ الخالِقَ المعبودَ" وكَما هو مَذكورٌ في كِتابِ أَبي جَعفَرٍ الطّحاويِّ: "تَعالى عَنِ الحُدودِ والغاياتِ والأَركانِ والأَعضاءِ والأَدواتِ، ولا تحويهِ الجِهاتُ السِّتُّ كَسائِرِ المُبتَدَعاتِ". اللهُ تَبارَكَ وتَعالى لا يجوزُ عَليهِ أَن يَكونَ لَهُ مِساحَةٌ، كُلُّ شَىءٍ مِنَ الأَجرامِ أَي مِنَ الأَجسامِ لَهُ مِساحَةٌ، الإِنسانُ لَهُ مِساحَةُ، والنَّملَةُ لها مِساحَةُ، أَمّا اللهُ تَبارَكَ وتَعالى فَلا يَدخُلُهُ الحد والمِقدارُ، لأَنَّ الشّىءَ الّذي يَدخُلُهُ الحَدُّ والمِقدارُ لا بُدَّ أَن يَكونَ مُحتاجًا إِلى مَن جَعَلَهُ على هذا الحَدِّ والمِقدارِ. أَمّا الذي يَعتَقِدُ أَنَّ الله يتصف بصِفَةٍ مِن صِفاتِ البِشَرِ كالحرَكَةِ والسُّكونِ أَو التَّطوُّرِ والتَّغيُّرِ أَو الزِّيادَةِ والنُّقصانِ أَو التَّأثرِ والانفِعالِ، الّذي يَعتَقِدُ في اللهِ شَيئًا مِن هذا فَهو كافِرٌ، الّذي يَصِفُ اللهَ بِصِفَةٍ مِن صِفاتِ البَشَرِ ما عَرَفَ اللهَ، عَلَيهِ أَن يُغَيِّرَ اعتقادَهُ فَيقولُ: اللهُ تَعالى مَوجودٌ لا كالمَوجوداتِ، مُنَزَّهٌ عَن الكَيفِيّةِ والكَمِيّةِ والحرَكَةِ والسُّكونِ والتَّطورِ والتَّغَيُّرِ والانفِعالِ والتَّأثُرِ، ثمَّ يَرجِعُ إِلى الإِسلامِ عَن هذا الكُفرِ الاعتِقادِيِّ بِالنُّطقِ بِالشّهادَتَينِ.