الأنوار السنية في مقالات علماء الأمة المحمدية
مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا رحمه الله تعالى
ورد في صحيفة 122 من كشف الأسرار لتنوير الأفكار (طبع في مطبعة جريدة بيروت 1309 هجرية) للشيخ مصطفى بن محيي الدّين نجا المتوفَّى سنة 1350 هجرية رحمه الله تعالى عند تفسيره لآية الكرسي ما نصّه:
وهذه الآية مشتملة على أمّهات المسائل الإلهية، فإنّها دالّةٌ على أنّه تعالى موجودٌ، واحدٌ في الألوهية، متّصفٌ بالحياة. واجب الوجود لذاته. موجدٌ لغيره. منزّهٌ عن التحيّز والحلول. مبرّاٌ عن التغيّر والفتور. لا يُناسب الأشباح ولا يعتريه ما يعتري الأرواح. مالك الملك والملكوت، ومبدع الأصول والفروع، ذو البطش الشّديد الّذي لا يشفع أحدٌ عنده إلاّ بإذنه، العالم وحده بالأشياء كلّها جليّها وخفيّها، كليّها وجزئيّها. واسع المُلك والقدرة، لا يشقّ عليه شاقٌّ ولا يشغله شأنٌ عن شأن، متعالٍ عمّا يُدركه الوّهمُ ، عظيم لايحيط به الفهم، ولذا قال صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أعظم آية في القرآن آية الكرسي.