الأنوار السنية في مقالات علماء الأمة المحمدية
الأستاذ المحقق أحمد تيمور باشا (المتوفى سنة 1348هـ)
قال في مقالته الخاصة بالآثار النبوية ما نصه: ثبت في الصحيحين بروايات متعددة أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق رأسه الشريف في حجة الوداع وقسم شعره، أو أمر أبا طلحة وزوجته أم سليم بقسمته بين الصحابة الرجال والنساء الشعرة والشعرتين. قال العلامة ابن حجر فيه: إنه سُن بل يُتأكد التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وسائر ءاثاره. وذكر القسطلاني الروايات في ذلك عن الشيخين في كلامه على حجة الوداع من المواهب اللدنيّة وجاء في شروحها لسيدي محمد الزرقاني أن روايات الشيخين في ذلك من طرق مدارها على محمد بن سيرين عن أنس وأنه صلى الله عليه وسلم قسم شعره بين أصحابه ليكون بركة باقية بينهم وتذكرة لهم، وكأنه أشار بذلك إلى اقتراب الأجل، وخصّ أبا طلحة بالقسمة التفاتًا إلى هذا المعنى لأنه هو الذي حفر قبره ولحد له وبنى فيه اللبِن.
وفي كتاب الشمائل من المواهب اللدُنيّة المذكورة ما نصه: عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلق وأطاف به وأصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل. رواه مسلم. وفي الشرح أن ذلك كان في حجة الوداع، ثم قال في المواهب: وعن محمد بن سيرين قال: قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إليّ من الدنيا وما فيها. رواه البخاري.